الذي يدقق النظر في الواقع الذي تعيشه بعض الأسر اليوم في مجتمعنا يجد أن هناك فئة من الأزواج على طرفي نقيض؛ بين إفراط وتفريط في تعاملهم مع زوجاتهم.
- الطرف الأول: أهانوا الزوجة وتعدوا على حقوقها، وارتكبوا بحقها أخطاء منكرة لا تقرهم عليها الشريعة التي أعطت للمرأة كرامتها وأعلنت منزلتها، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على حسن التعامل معها في أكبر تجمع للمسلمين، وذلك في حجة الوداع حيث يقول: «استوصوا بالنساء خيرًا».
بل الأمر بالعشرة الحسنة، والمعاملة بالمعروف للمرأة أكبر من أن يؤكد عليها برسالة فقط، فنزل القرآن آمرًا بها ومخلدًا لها إلى قيام الساعة.. قال الحق عز وجل: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.
- أما الطرف الثاني: فقد أطلقوا لها الزمام وتركوا الحبل على الغارب.
فغرقت المرأة في بحر الشهوات وأهدرت كرامتها بيدها، وهذا لا شك مخالف لمبدأ القوامة الذي أعطاه الله للرجال فقال عز وجل: {وللرجال عليهن درجة}.
لكي يمنع التسيب والتنصل من المسئولية في الأسرة المسلمة.
لقد نتج عن هذا الطرف وذاك نتائج وخيمة أحدثت شرخًا في الأسرة المسلمة، ومن هذه النتائج على سبيل المثال:
- حالات الطلاق وما يترتب عليه من إضاعة للأولاد غالبًا وتفكيك للأسرة بكاملها.
- كثرة المشكلات الزوجية التي لا تجعل من الأسرة محضنًا تربويًّا سليمًا له الأثر الكبير على تربية الأجيال المسلمة.
- إن أخطاء بعض الرجال بحق المرأة استغلت استغلالًا ماكرًا من قبل أهل الأهواء من علمانيين وغيرهم.. وصاروا يضخمون هذه الأخطاء ويعممونها، ويغزون المرأة بكسر قيد الطاعة لزوجها بعبارات ظاهرها معسول وباطنها سم زعاف.
كعبارة (تحرير المرأة ومساواتها بالرجل) وهذا ما يفعله بعض الذئاب البشرية اليوم، الذين يكتبون عن المرأة عبر المجلات النسوية، والتي ابتلي بعض المسلمين بشرائها ومتابعتها.
وقصارى القول فإن خطأ الرجل بحق زوجته إفراطًا أو تفريطًا ذنب سيسأل عنه أمام الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته».
وعند النسائي: «إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».
الكاتب: مازن الفريح.
المصدر: موقع لكِ النسائي.